طاطا، رحلتنا الى بوابة الصحراء
رحلة من أكادير: 4 ساعات و 20 دقيقة / 255 كلم
لقد وعدنا أصدقاءنا برحلة خارجة عن المألوف ونحو وجهة أصيلة وعريقة. كانت هاتان البلديتان ما قبل الصحراويتان الواقعتان في سلسلة جبل باني نقاط تبادل بين القبائل الأمازيغية والقبائل البدوية. وصف المستكشف الجغرافي شارل دي فوكو سلسلة جبل باني بأنها حاجز أمام عالم آخر (الصحراء) وأن واحات المنطقة هي بوابتها.
قررنا أن تمتد رحلتنا 3 أيام وأن تقودنا إلى إيغرم (في قلب الأطلس الصغير) – طاطا – أقا، قبل العودة إلى أكادير. في اليوم الأول، مررنا بإيغرم في طريقنا إلى مدينة طاطا على بعد 260 كيلومترًا.
انطلاقا من أكادير، توجهنا صوب تارودانت، ثم نحو إيغرم عبر الطريق الجهوية 109. ستكتشفون عند النقطة (30.482427، -8.757763) طريقا رائعا بمناظر طبيعية خلابة وسط الأطلس الصغير. في وسط قرية إيغرم الصغيرة، انتهزنا الفرصة لأخذ استراحة شاي بالنعناع قبل أن نسلك طريقًا ثانويًا على اليسار (30.087269، 8.460331-) باتجاه تلات تكموت.
بعد عبور الهضاب العالية الجميلة، ينحدر الطريق ببطء في مع إطلالة بانورامية على قاع نهر جاف. من قرية مندسين (30.033405، 8.312451-) بدأنا نرى عدة قرى وواحات تتبع بعضها البعض حتى واحة تلات تكموت الكبيرة.
توقفنا عند منع الماء وتجولنا في بستان النخيل والمزروعات، المكان هادئ ومريح. يتقاطع بستان النخيل مع القنوات (الساقيات) التي تروي كل مربع وترشدك خلال الزيارة. كما لاحظنا أن سعف النخيل يظلل مختلف أنواع الأشجار المثمرة الأخرى والحبوب والخضروات والبرسيم.
مخازن أيت كين
بعد هذه النزهة، عند مخرج الواحة، توجهنا يسارا (29.963700، 8.233020-) لزيارة قرية أيت كين المشهورة بمخازنها الجماعية (30.024265، 8.181924-) التي تم ترميمها بشكل رائع. وقد تفاجأنا بأن السكان ما زالوا يستعملونه إلى حد الساعة، إنه بمثابة بنك القرية! انتهزنا هذه الفرصة لزيارة منزل تقليدي جميل جدًا (معمار الجنوب المغربي الفريد): دار مرابطين.
زيارة اكادير لهنا
توجهنا صوب طاطا، وكان جمال الجبال المحيطة بها مذهلا. وقد وصلنا إلى هناك في نهاية اليوم، واستمتعنا بمنظر الغروب في الواحة.
في اليوم الثاني، اقترحوا علينا زيارة واحة أكادير لهنا. وكان الوصول إليها سهلا، حيث اتجهنا شمالا وعند النقطة 29.774574، 7.978210-، سلكنا الطريق الصغير على اليسار المتوجه إلى القرية. أثناء المشي في بستان النخيل، شاهدنا الساعة المائية الشهيرة (clepsydra) التي لا تزال تستخدم لتوزيع المياه على أراضي الواحة واكتشفنا نظام الخطارات الفريد من نوعه.
في فترة ما بعد الظهر، توجهنا إلى مضايق أكوليز الواقعة على بعد 30 كلم في طريق إيميتيك للقيام بنزهة جميلة (29.740178، 8.190136-) على سفوح الجبال لمدة ساعة ونصف. وقد عرض علينا أحد سكان القرية، بلطف شديد، مرافقتنا وإرشادنا لاكتشاف المضايق ثم العودة إلى طاطا.
في اليوم الثالث، توجهنا إلى أقا. وكانت أمامنا خيارات عديدة للتوقف على الطريق: ملاح تازارت (قرية يهودية سابقة: 29.663672، 7.939114-)، النقوش الصخرية في أم العلق (29.370880، 8.200778-)، لا تترددوا في طلب المساعدة للعثور عليها. عند وصولنا إلى واحة أقا، قمنا بزيارة أكادير أوزرو، وهي قرية محصنة تم ترميمها (29.419353، 8.247884-) وواقعة على منحدر.
ثم استمتعنا بواحة أيت رحال الرائعة. حيث يمتاز هذا المكان بهدوئه ومشاهده الخلابة. توجهنا نحو الشمال بعد رؤية مئذنة المسجد القديم “لالة بيت الله” في قصبة أكادير أمغار (29.435656، -8.266981). قبل واحة إميتيك مباشرة، رأينا مناطق من الصخور الكارستية تشبه الفطر أو الأصابع، وتوقفنا من أجل جلسة تصوير طويلة.
ثم صعدنا نحو إيغرم، وتوجهنا يسارا نحو أيت عبد الله حتى تيغرمان (29.874978 ، -8.722428) حيث وجدنا طريقًا على اليمين (1723) لتارودانت. على بعد كيلومترات قليلة، تمكنا من التوقف لرؤية واحدة من أجمل مخازن الحبوب الجماعية في المنطقة: أغادير تسكوينت (29.913746، 8.745350-) المطل على السهل بأكمله. بعد هذه الزيارة، عدنا ببطء نحو أكادير عبر إيمي مقورن.